بقـــايا ..

أنا موجة هائجة في عرض المحيطات، لا يحتفظ بها مرفأ على كفاءته، ولا ينقطع بها الترحال ..

الثلاثاء، 11 مارس 2008

الدمى المتحركــــة ..

عندما تتفجر ينابيع الحب في سويداء القلب فتستل منه كل قطرة من دمائة وتحمله معها كزوق صغير في عباب بحر هائج إلى هناك..

هناك حيث اللاحدود تاركة ورائها كل شيء متحديتاً كل الصعاب في وجه الوصول إلى الحبيب الغائب.. عندما تثور براكين الشوق لتحرق بحممها كل ما حواه الجوف من أثر البعد والجوى.. وعندما تصغر عظائم الأمور في عين المحب من أجل حبيبه..

عندها تراه يعبر المسافات الطوال غير آبه لطولها ووحشتها والأخطار التي تحفها من كل جانب ككتلة من لهب لا يطفئها غير أن يرمي نفسه في أحضان حبيبه الغائب عنه..

نعم هذه حقيقة واقعة، فمشاعر الحب والشوق ما زالت تحرق أفئدة الكثير وتسرق الكرى من أعينهم فتتركهم هائمين في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج.. ولكن.. عندما يتصدى لكل تلك التيارات قلب متحجر تعلوه القسوة ويمتطي عنانه الجفاء..

وعندما تعصف بتلك المشاعر الصادقة ريح صرصر عاتية تزعزعها وترمي بها في مهب الريح .. عندها فقط .. يتمنى ذلك القلب المحب أن ليته لم يحب ولم يكن حياً ساعة وقوع الصدمة ..

تلك الصدمة القاسية حينما ينكشف الغطاء عن مشاعر من أحببته وسخرت جل حياتك من أجله، وهو " لا حياة لمن تنادي " .. هناك حب .. وهناك شوق .. وهناك عشق .. وهناك تضحية .. رغم أنف كل حبيب خائن .. ورغم أنف المشاعر الذابلة والأحاسيس الكاذبة .. والدمى المتحركة التي تدعي بأنها تملك في جوفها قلوب نابضة ..

ليست هناك تعليقات:

طهر وبراءة

طهر وبراءة
ما أجمل الحياة حينما ننظر لها بعين طفل