بقـــايا ..

أنا موجة هائجة في عرض المحيطات، لا يحتفظ بها مرفأ على كفاءته، ولا ينقطع بها الترحال ..

الثلاثاء، 27 يناير 2009

ســراب حلــــم

رغم الخيال الواسع الذي تتسم به أحلام الأطفال، إلا أن أحلامهم أقرب للواقعية من أحلامنا نحن الكبار، بل أن منهم من يحول تلك الأحلام إلى إبداعات ومواهب جمة هي ترجمة واقعية لتلك الخيالات التي تشاطرنا الحياة وتعشش في بواطن عقولنا.

لابد لأحلامنا من أن تواجه مصيراً مختلف عما نراها عليه متأثرةً ببصمات الزمن القاسية وعثرات الحياة التي لا ترحم، وأنا هنا لست أكتب هذه الكلمات لوئد روح الأمل، ولا لأوقظ كل من كان يعيش حلماً رائعاً في حياته يطمح لتحقيقه يوماً ما، ولكني أحببت أن أخفف من وطأة الصدمة التي قد تصيبنا حينما نفقد أحلامنا وتتشوه صورها في عقولنا أو حين يظل الحلم حلماً صعب المنال ومستحيل التحقيق.


لو فتش كل واحد منّا في جوانب ذاته لوجدنا في دواخلنا أحلامنا كثيرة نعيشها نسترق لها الأوقات من زحمة حياتنا (التي باتت وكأنها مدينة مكتظة لا يخلو شبراً فيها من عابر سبيل) كي نتقلب بين كفتي أحلامنا ونحن مغمضي الأعين مطلقين العنان لمخيلتنا لتجول بنا على سواحل تلك الأحلام التي هي في الحقيقة بمثابة المتنفس لأرواحنا من روتين الحياة القاتل.


كم هو جميل أن نحلم وأن نسافر مع أحلامنا إلى أبعد من المعقول وأعمق من المستحيل ولكننا يجب أن نسلم بأن تلك الأحلام قد لا يؤذن لها بأن تولد فقد تموت وهي في أرحام عقولنا فلا نطال منها غير تلك اللحظات التي كنا نعيشها مع أحلامنا قبل أن تموت وتتحول إلى ذكرى تداعبنا من حين لآخر فإما أن ترسم على وجوهنا ابتسامة رضا أو أن تذرف لها عيونناً دمعة ألم وكم هو شاسع الفرق بينهما.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

البعض له احلام
تتحكم به
والبعض الاخر هو من يتحكم باحلامه
ويطوعها حسب اهوائه
تحياتى وتقديرى

طهر وبراءة

طهر وبراءة
ما أجمل الحياة حينما ننظر لها بعين طفل